منوعات

مستشفى سانت تريز: رمز الصمود اللبناني يجذب أنظار العالم وسط الأزمات

مستشفى سانت تريز: رمز الصمود اللبناني يجذب أنظار العالم وسط الأزمات

في خضم الأزمات المتتالية التي تعصف بلبنان، برزت مستشفى سانت تريز بقيادة الدكتور فادي الهاشم كمعلم بارز للصمود والإصرار. في وقت كانت فيه الجبهات مشتعلة، ووسط قصف عنيف ألحق أضرارًا جسيمة بالمباني المحيطة، أصر الدكتور الهاشم على إبقاء أبواب المستشفى مفتوحة، مجسدًا إرادة لا تنكسر في مواجهة أصعب الظروف.

 

قبل عامين، كانت المستشفى في حالة توقف تام عن العمل. ولكن بفضل رؤية وإصرار الدكتور فادي الهاشم، تم إعادة هيكلتها بالكامل، حيث قام بتحديث تجهيزاتها وشراء معدات طبية متطورة، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية تعاون مع جامعة البلمند لتعزيز مستوى الخدمات الصحية. ومع تفاقم الأوضاع، استمر الهاشم في إدارة المستشفى، مثابرًا على تقديم الرعاية للمرضى دون انقطاع.

 

 

تميزت مستشفى سانت تريز باستمرار عملها في ظل الظروف القاسية، حيث أحدث القصف الأخير على محيط المستشفى أضرارًا جسيمة، مما لفت أنظار الصحافة العالمية. تصدرت قصتها عناوين الصحف الكبرى مثل Le Figaro و Le Monde، بينما نالت تغطية خاصة في New York Times، حيث نشرت صورة مؤثرة لـ إيلي الهاشم، نجل الدكتور فادي ومدير المستشفى، وهو يقف وسط مشاهد الخراب. هذه الصورة أصبحت رمزًا للصمود، وتداولت بشكل واسع عبر وسائل الإعلام العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي، معبرة عن روح المقاومة التي يتمتع بها الشعب اللبناني.

عبر الدكتور فادي الهاشم عن أمله في أن تنتهي الأزمة بسلام، مؤكدًا أن الفريق الطبي يعمل بتفانٍ رغم المخاطر. قال: “نحن مستمرون في استقبال المرضى. الأطباء يعملون على مدار الساعة، وفريق العمل متعاون للغاية في ظل هذه الظروف الصعبة.” وأضاف: “رسالتي للعالم هي أن اللبنانيين قادرون على المثابرة والعمل تحت القصف، بعيدًا عن أي انحياز سياسي أو طائفي، خدمةً للإنسانية.”

 

قصة مستشفى سانت تريز ليست مجرد قصة نجاح طبي، بل هي تجسيد لقوة الإرادة اللبنانية. في مواجهة كل الصعوبات، تستمر المستشفى في أداء رسالتها الإنسانية، مؤكدةً للعالم أن الصمود والمثابرة يمكنهما تجاوز أصعب التحديات. ستبقى مستشفى سانت تريز رمزًا للأمل، وشاهدة حية على قدرة اللبنانيين على مواجهة الأزمات بشجاعة وثبات.

كتبت : جوسلين جريس

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى