كالفن…المتحري الغامض!
العقل البشري.. أقوى أسرار الكون وأغمضها، وأكبر نعم هللا تعالى على اإلنسان وأعظمها،أنشأ الحضارات
واالمبراطورياتوأبدع وتميزباالختراع واالبتكار،لكن ماذا لو انحرف هذا العقل عن طريق الصواب وفقد
بوصلته االخالقية التي توجهه؟!
في أيامنا هذه، نشاهد ولألسف هذا الواقع، واقع تزعزع األخالق وكثرة االنحراف عن الطريق القويم، لكثير
من األسباب لسنا بصدد ذكرها حالياً، لكن الجرائم كثرت واألخطاء زادت،وفي الكثير من الحاالت يفلت
الجانيبفعله المنحرف لعدم توافر الدليل الذي يثبت جريمته، فما كان رأي كالفن في هذا األمر؟!
من هو كالفن!
اذا كنت تعتقد أنك قد رأيت الكثير من الجرائموشاهدت الكثير من قصص انحراف العقل البشري، فعليك
التفكير مجدداً! كالفن هوشخص شاهد ما يمكن لإلنسان أن يسببه من ضرر وأذىلغيره، ولم يرض السكوت
عن جرائم بعض المختلين الذين فقدوا بوصلتهم األخالقية واإلنسانية، ليقوم بجمع أرشيف ضخم من االثباتات
والبراهين الدامغة بالصوت والصورة ألشخاص اختاروا طريق االنحراف وأذية الناس دون أيما تفكير بعواقب
أفعالهم، ليذكرهم كالفن بأن هناك من يترصدكموستنالون حسابكم عاجال ّ أم آجالً.
بدأت قصة هذا المتحري الغامض حين أنشأ قناة على تطبيق “تلغرام”قام فيها بنشر مقاطع الفيديو الحصرية
التي وثقتها الكاميرا بالسر ألشخاص يقومون بارتكاب جرائم ومخالفات قانونية وأخالقية،ال أحد يدري من
هو أو من أين، كل ما يعرفه المخالفون والمجرمون أن صور جرائمهم وفضائحهم انتشرت بين الناس واقترب
عقابهم، والناس تعرف أن هناكشخص اسمه كالفن سيوفيهم حقهم ويفضح من أذاهموفي أغلب الحاالت سيتم
التعرف عليهم واصطيادهم من قبل جهات تنفيذ القانون وإنزال العقوبة المالئمة بحقهم.ً
كان فرح الناس وفخرهم بهذا الشخص الغامض كفيال ً بأن يشجعهم على مساعدته بفضح المجرمين عوضا
عن أن يكتفوا بالسكوت أو أن يحاولواإحقاق القانون لكن دون أن يملكوا إثباتا ً قانونيا ً على جريمة المخالف،
فكالفن سيزودكم بالتصوير لحظة الحدث لهوية المخالف والذي يعتبر دليال ً دامغا ً وحجة ثابتةفي علم القانون.
من مخالفات التفحيط التي يمكن أن تؤذي الكثير من الناس األبرياء وتتسبب بحوادث السير، إلى جرائم التحرش
التيتزعزع البنية األخالقية وتؤذي ضحيتها نفسيا وجسديا مدى الحياة، الى جرائم السرقة والتعدي وغيرها،
لم يوفر كالفن أحدا ً من عدسته الغامضة، وجميع من تسول له نفسه باالنحراف والغلط سيقدمه كالفن لعدالة
الناس أوال ً ثم للقانون… عاجال ً كان ذلك أم آجالً.
رغم أننا ال ندري هوية كالفن الحقيقية، لكنهإنسان منا كمثلنا، رأى أن السكوت عن الخطأ هو خطأ أكبر،
وبأنالناس األبرياء التي تتأذى دون ذنب تحتاج أحدا ً يقف معها، ولو على األقل بفضح من أذاها في المجتمع
وكشف خفاياه وجرائمه ألهله وأصدقائه ومجتمعه، ولعل ذلك يكون العقوبة األكبر التي يمكن أن ينالها الجاني.
علينا بالتأمل في األسلوب الجديد الذي ابتدعه كالفن في محاربة الخطأ واالنحراف، وعلى كل منيفكر مجرد
التفكير بارتكاب جريمة مهما كانت أن يدرك أن نهايته قادمة، وأن هناك متحر غامض سيقوم بكشفه وفضحه
دون أن نعرف كيف!