الشاعرة فلك جميل الأسد المعروفة بفلك الشام تخرج عن صمتها وتكتب ” الذباب لا يصنع العسل ” !
بعد تحرير سوريا من نظام بشار الأسد وسقوطه ، خرجت الشاعرة فلك جميل الأسد المعروفة بفلك الشام عن صمتها وكتبت مقال بعنوان ” الذباب لا يصنع العسل ” .
وجاء في هذا المقال ما يلي :
” برغم احتراق ربيعنا منذ إطلالة الربيع العربي القادم على أكتاف رياحٍ أمريكية إسرائيلية , و برغم فساد المشرفين على كل حقول فرحنا , و سجن و تعذيب أمهر مزارعينا , و زج جميع طيور الطمأنينة في أقفاص الخوف , كنا نمتلك الأمل في صناعة يومٍ مليء بعسل الخير لسوريا التي حُرمت حلاوة العيش , ورغم ظلم وديكتاتورية الموجود , كنا نخاف الأكثر ظلماً في الوجه القادم بفتاوى لا تبقي من زهورنا إلا الشوك ,فاسدٌ ذاك النظام الهارب نحو بلاد الثلج , مخلفاً وراءه صقيعاً من الرعب لشعب متروك في العراء , و تركةً هائلة من الظلم و بيدراً سُرقت حتى عصافيره .
والقادمون اليوم ببنادق التحرير , أو بنادق الصيادين ,
تسبقهم لحاهم على مركبات عبرت نصف حياتنا , دون أن تطلق رصاصة واحدة , و فجأة نحن تحت سلطة الأمر الواقع
و لكي ينصف الطير صياده , فحتى الأن لم يطلق على الأغصان ثأر بندقية , مازال آمان الطير رهين مزاج الزناد ,
و رهين ثقافة القادمين من تاريخ حرقته دمشق و صنعت مكانه قهوة النوفرة ,
وسلطة الأمر الواقع هذه وزعت كل مقاليد الحكم والقوة على مواليها , وكأنها قرأت في مذكرات (رجال تصنع حركة تصحيحية ) .
كانت أمعاؤنا تبكي جوعها حول حبل عقوبات قيصر , الذي كان يخنق خاصرتنا , وتحته حبل فساد نظام لم يترك لشعبه حبة قمح ,أو شربة ماء , ليأتي من يحررنا من الطاغية و في سيرته الذاتية اعتراف دولي بأصوله الإرهابية , و أفكاره و أفعاله الإرهابية , ليجمع مجد الجوع من كل حباله . ذاك المجد الملفوف على أحشاء الشعب السوري . و لنعترف بكل صراحة أن من يقودنا اليوم من وجهة نظر دولية , هو الإرهاب , و من يحرسنا , هو الإرهاب , و من يسهر على راحتنا , هو الإرهاب , فأي معادلة هذه ستقبل القسمة على اثنين . خائفٌ و فَرِح , منتصرٌ و مهزوم !!!
بعض أصحاب النصر على الطغاة مازالو خارج مائدة الاقتسام , فلم يجلس عليها حتى اليوم إلا هيأتها ومن لا يأكلون إلا بعد أن يشبع جولانها , وغاب الباقون , الإئتلاف بكل صقوره المدربة في سماء إسطنبول , والمربوطة بحبل الطاعة من مناقيرها , والمستقلون و المثقفون و الدخلاء من أبواب مصالح الغرب , ألن تفتح كل هذه الفوضى أبواب الحرب على كعكة دمشقية يكفر قمحها ؟؟؟!!
ونحن نعلم جيداً أن المنتصر من حرب جوعنا هو السلطان . فنحن اليوم نأكل بأمر السطان و نشرب بأمر السلطان و ننام ونصحو بأمر السلطان . والمنتصر من تقطيع أيادينا و قص أظافرنا هو ذاك العابر من حيفاه التي ضاعت من حيفنا
فالشعب الجائع لا ينتصر في الحروب , والزعماء المتخمون بحقوق شعوبهم لا يفلحون في خوض الحروب
و نحن على أغصان تلك البلاد , ننتظر مزاج الزناد , بين آمان مزيف و خوف بوسع هذا السواد ,
فإن صنعتم دولة تحترم حقوق العصافير , و تعيد إلينا أيادينا و أظافرنا , لا ظلم فيها , و لا أقبية للتعذيب .
دولة لا يدفع فيها الضعيف جزية للقوي , دولة تحترم الرأي و الكلمة , قضاؤها أساس نقائها , دولة لا تعاقب الزهور على لونها , ولا تعاقب الطيور على صوتها , حينها , سأتمنى أن أقضي ما تبقى لي من فرح في هذا الوطن خلف قضبان سجونكم المملوءة بأحلامنا التي لم تتحقق , وسأقتنع أنا و كل زهور هذه البلاد الحزينة بأن الذباب بإمكانه يوماً أن يصنع العسل ” .
………………………….
فلك الشام